vendredi 13 avril 2007

التفجيرات الإرهابية تنخر جسد المغرب


العاشرة ونصف ليلا والجميع في بيوتهم يرتعشون ويرتجفون ليس من برد الأمطار المتهاطلة في هذه الليلة الممطرة، وإنما خوفا وتفكيرا من الأيام المقبلة التي لا يعرف أحدا ما يمكن أن يحصل فيها.

لطالما افتخر المغرب بأنه دائما أرض الاستقرار والتعايش ويعتبر نفسه بعيدا عن ظواهر العنف الداخلي إلى أن كشفت تفجيرات 16 مايو 2003 بمدينة الدار البيضاء والتي جاءت ساعات فقط بعد حفل العقيقة التي أقامها العاهل المغربي الملك محمد السادس لمولوده الجديد ولي العهد الأمير الحسن، وذلك في 15 مايو 2003. وفي غمرة الاحتفالات الرسمية والشعبية التي دامت أسبوعا كاملا. جاءت التفجيرات مستهدفة ناد يهودي ودار اسبانيا وفندق" فرح" والمقبرة الاسرئيلية في مدينة الدار البيضاء فأردت بكل من كان يتواجد بها قتيلا.

هذا كله في ما يخص افتتاحية التفجيرات في الدار البيضاء. لكن هذا لم يقف عند حده بالرغم من التشديد الأمني الذي تم فرضه بشكل قوي ملفت للنظر، لأنه بعد 16 ماي 2003 ستأتي تفجيرات 11 من مارس 2007 التي تم القيام بها في ناد للانترنيت، هذا الحادث تم الكشف من خلاله على أن الخلية الضخمة تضع مخططات لتنفيذها من أجل هز كيان هذه المدينة المنتعشة اقتصاديا خاصة بموازاة مع الجانب السياحي النشيط طوال السنة.

هذا الحادث كان الشعلة الصغيرة التي أوقضت بعد انطفاء الشعلة الكبيرة التي اشتعلت في 16 من ماي 2003 وسيتم تطعيمها من قبل أحداث العاشر من أبريل 2007 لتزيد اتقادا، إذ مر يوم حافل على سكان درب أبي شعيب الدكالي المتواجد بحي الفرح أحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء. فلا يمكننا القول بأنه حافل لهذا الحي ولمدينة الدار البيضاء أو للمغرب فقط وإنما هو حافل للمجتمع العربي بصفة خاصة والعالم بأسره بصفة عامة. فلقد دوى على مشارف الفجر من يوم الثلاثاء تفجير هز الحي الذي كان ينعم بهدوء تام آنذاك.

إنهم انتحاريون لا صلة قرابة بينهم وبين الدين الاسلامي فقط سوى اسم يحملونه للتشهير به وإفساد صورته في العالم بأكمله، فديننا الحنيف لا يأمرنا بقتل الأرواح بغير ذنب.

لكن الدور البارز والفعال في القضية هي قوات الأمن التي تجدها دائما في حالة تأهب قصوى لكل جديد يحصل على أرضنا الكريمة، لقد قامت سلطاتنا بمحاصرة الأمر وتطويق المنطقة من أجل الحفاظ على استقرار الأمن وكذلك من أجل درء المساوئ على حياة المواطنين الأبرياء.

بالرغم من ذلك هز تفجير آخر المنطقة نفسها على الساعة الثالثة 25 دقيقة بعد الزوال في المكا ن نفسه والمنطقة نفسها وهذا من قبل انتحاري آخر الذي أخد معه حياة رجل شرطة قام بأداء واجبه على أكمل وجه تاركا من ورائه زوجة ترملت. فحسم الأمر من قبل التفجير الثالث الذي ذوى على الساعة السابعة مساء.

فإذا لا حظنا فإن جميع هذه الاستهدافات لا يمكن أن ننسبها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي أو لأي جهة أخرى لأن هذه التفجيرات الانتحارية لم تستهدف أماكن التجمعات البشرية الضخمة من أجل تدمير الصهيونية ومعاقبة الولايات المتحدة الأمريكية لولائها لها، بل كانوا يفجرون أنفسهم بدون أي هدف. لذا يمكن لنا القول بأن هذه التفجيرات الانتحارية لم تأتي عن أي تنظيم قاعدي أو أي شيء من هذا القبيل بل إنها جاءت مفاجئة من أحزمة الفقر التي أهملتها السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

لن تبقى تفجيرات الدار البيضاء محطة عابرة في المغرب، بل ينظر إليها على أنها بداية الرجوع إلى سنوات العهد السابق عندما كانت المعاملات الأمنية هي الشيء الرئيسي في التعامل مع الوضع السياسي الداخلي للبلاد. لذا سينشأ قانون جديد يحمل في طياته عنوانا على التشدد الأمني الذي سيجرف في طريقه كل ما يمكنه أن يخل بالنظام المغربي


lundi 9 avril 2007

أخلاقيات المهنة الصحفية


ترتبط أخلاقيات الممارسة الإعلامية في دول عديدة بالتقاليد والأعراف أكثر من ارتباطها بالقوانين، لذا اهتمت العديد من بلدان العالم ، بإصدار مواثيق شرف إعلامية تحوى المعايير الأخلاقية التي يجب أن يسير على نهجها العام الإعلاميين والصحفيين لتحقيق أكبر قدر من من الأمانة والصدق في نقل المعلومات، ويرجع ظهور مواثيق الشرف على الصعيد الدولي إلى عام 1913 لتحسين الأداء الإعلامي وتوجيهه لصالح جمهور المتلقين، حيث بذلت محاولات عديدة لوضع قواعد سلوك مهني للإعلاميين.

أقدم هذه المواثيق أطلق عليه" قواعد الأخلاق الصحفية" صدر في واشنطن عام 1926 ونشأ في ذلك العام الاتحاد الدولي للصحافيين واتخذ عددا من الإجراءات الهادفة إلى تنظيم المهنة ذاتيا بواسطة المهنيين من رجال الصحافة من بينها: إنشاء المحكمة الدولية للشرف في عام 1931 وتطبيق ميثاق الشرف المهني الذي صدر في عام 1939.

ورغم ما عرفته الصحافة المغربية من تطور وحظ وافر من الأهمية خلال السنوات الأخيرة في حياتنا المعاصرة سواء كان ذلك بارتباطها بالتطور الكمي والتكنولوجي أو على مستوى الانفتاح الإعلامي على مصراعيه السمعي والبصري ولا ننسى المكتوب، وهذا ملاحظ من خلال بروز قناة وإذاعات جديدة خرجت إلى حيز الوجود. وحاليا يثار جدل واسع في مختلف أنحاء العالم وليس في المغرب فقط حول مدى فعالية تطبيق مواثيق وأخلاقيات المهنة الصحفية في التصدي لما يسمى بتجاوزات الصحفيين.

و اللجنة الدائمة للإعلام العربي تعمل على متابعة أهم النبوذ التي يضمها ميثاق الشرف الإعلامي العربي والذي وقع إقراره من طرف مجلس الجامعة العربية بتاريخ 14 شتنبر 1978، بعدما قدمه ميثاق التضامن العربي الصادر عن أشغال مؤتمر القمة العربي بالدار البيضاء سنة 1965. وواضح أن اللجنة الدائمة للإعلام العربي التابعة لنفس المجلس حين سعت إلى وضع ميثاق من هذا القبيل فهي لم تنطلق مما هو سائد في التجربة الإعلامية العربية، بل انطلقت من اعتبار ما يجب أن يسود أو يكون في هذه التجربة. وميثاق الشرف من خلال لجنة المتابعة المنبثقة عن المناظرة الوطنية الأولى للإعلام تلزم الصحافيون العاملون في مختلف المنشآت الإعلامية المغربية بالمبادئ التالية:

أولا: اعتبار حرية الصحافة، وحق المواطن في الإعلام والمعرفة، وحقه في التعبير عن رأيه بحرية كي يمتلك أدوات المشاركة الواعية والمستقلة في الحياة العامة للمجتمع وفي مراقبة المسئولين عن تدبير الشأن العام أهدافا يسعى الجميع لتحقيقها والالتزام بالدفاع عنها.

ثانيا: التأكيد على وضع حد فاصل بين واجب عدم التعرض للحياة الخاصة للملك وأفراد الأسرة المالكية التي تعتبر ملكا لهم، والحق في المعالجة الصحافية لطريقة تدبير الحكم في بلادنا ومواكبة مطالب الإصلاح، وذلك بأسلوب يتسم بالرصانة والمهنية والنزاهة الفكرية، والاحترام الواجب لرئيس الدولة أمير المؤمنين.

ويمكن إدراج في هذا الشأن حماية الخصوصية، فهي أيضا تعتبر مبدأ قائما في الكثير من مواثيق الشرف التي تضعها المنظمات والجمعيات الإعلامية، وتدل عليه النماذج التالية: ( مجتمع الصحافيين المحترفين... وينص أحد نبوذه على ما يلي: يجب أن تحول وسائل الإعلام دون خرق حق الأفراد في الخصوصية ). ميثاق محرري وكالة أسو شيت بريس:( احترام الحق الفردي في الخصوصية). اتحاد مديري أخبار الراديو والتلفزيون: ( على الصحافيين والإذاعيين أن يراعوا في جميع الأوقات الاحترام الإنساني للخصوصية الفردية... وأن يحسنوا التعامل مع الأشخاص الذين تتناولهم الأخبار).

وهذا ينص هذا الموقف أيضا على عدم المساس بالشخصيات العمومية، أي له علاقة بما يعرف بالأشخاص ذوي الشهرة الاجتماعية، الاقتصادية، الفنية والفكرية... حيث يرى هؤلاء بأن التعرض لنشر أخبارهم الخاصة، هو مجرد الإساءة إلى مراكزهم ومجالات نفوذهم، وغالبا أيضا ما يعيدون ذلك إلى التحريض المؤدى عنه من جهات لها مصالحها الخاصة وكثيرة الشخصيات من هذا العيار التي تم الإطباق العام على سلوكياتها.

ثالثا: اعتبار الوحدة الترابية للبلاد من الثوابت، ومن واجب الصحافة عدم التحريض على الانفصال أو تشجيعه أو الإشادة بأعمال العنف وتبريرها، ويحق للصحافة الوطنية الحصول على كل ما تحتاجه من معلومات ومعطيات من المصادر التي تتوفر عليها، ما لم تكن سرا من أسرار الدفاع الوطني، كما يحق لها نشر ما تراه يستجيب لحق المواطن في الإطلاع والمعرفة.

رابعا: الصحافي المهني وسلوك التقمص: قد يتقمص أحد الصحافيين دورا خاصا يتستر من خلاله على مهنته الصحافية الأصلية، وقد يرافق هذا التقمص استعمال أدوات تسجيلية وتصويرية عن طريق الإخفاء. وكل ذلك بغاية انجاز تحقيق يهم إحدى الوضعيات والتي تكون عادة مشبوهة بأفعال من قبيل التزوير والاختلاس أو الإساءة للنفع العام والمؤسسات العمومية كالمستشفيات والخيريات وغيرها... هذا الموقف نجد من ورائه دائما عدة دوافع، وهي تختلف بين التفرد والسبق الإعلاميين واستقطاب عدد إضافي من المتلقين، ما يجعل أمر الإقدام عليه ذا إثارة خاصة وجاذبية قوية في الممارسة الصحافية، بل نجد أن بعض الصحافيين سيستفيدون من جوائز تقديرية على انجازاتهم الصحافية، ومع ذلك فالصحافيون والنقاد سيضعون هذا الموقف في دائرة اعتبار مزدوج:

فالشطر الأول ينظر إليه كسلوك شائن لا يخلو من الخداع، وبالإمكان تعويضه بالسعي الحثيث وراء الحقيقة عن طريق التحري الدقيق والتسلح بشجاعة اقتحام مصادر الخبر علانية سواء كانت أشخاصا أو أماكن.

أما الشطر الثاني يرى في الخداع إمكانية مشروعة في حالة كونه ممثلا للأسلوب الوحيد والمتاح كما في حال تأديته لمهمة تخدم الصالح العام.

خامسا: عدم المس بالتعددية العرقية والثقافية للشعب المغربي، ونبذ العنف والإرهاب، ومجابهة خطاب التفكير والكراهية والعنصرية،والامتناع عن الإشادة بها والترويج لها.

سادسا: احترام الكرامة الإنسانية وعدم التشهير بالأشخاص أو المس بأعراضهم وشرفهم أو لونهم أو جنسيتهم أو دينهم أو صفاتهم الجسمانية، وفي جميع الأحوال احترام الحياة الشخصية للأفراد.

ويدخل في بابها أيضا استغلال المآسي: وذلك بأن يقوم صحافي بتصوير مشاهد إنسانية مصابة بالتشوه الخلفي أو تعرضت لجرائم بشعة، فيستغرق في الوصف إلى حد تعرية موضوع النشر من حرمته الإنسانية.إلى غيره من الحالات التي تدخل في نفس الاتجاه والتي تصنع قصة خبرية غالبا ما تستهوي الكثير من النشرات الصحافية بحوافز متجددة، لا يكون أهمها إلا حافز الإثارة كما هو قائم حاليا في عدد من النشرات المتنافسة، وتبقى في هذا الموقف ومثله مسألة أخلاقيات المهنة مستحقة وبشكل جدي لما يفيد معناها السلوكي والشخصي كقمة فكرية وثقافية، قبل معناها المهني الصحافي.

وتواجه مواثيق الشرف وأخلاقيات المهنة الصحفية في جميع البلدان وليس المغرب فقط مشاكل كبيرة تؤدي إلى عدم تطبيقها مما يودي إلى لجوء بعض الحكومات إلى فرض قوانين تقيد العمل الصحفي.

وأخيرا ستظل قضية أخلاقيات المهنة محل جدل وجذب وشد بين الصحفيين والحكومات بسبب اعتقاد كل طرف أن الطرف الآخر لم يوفي بالتزاماته اتجاه الآخر، رغم أنها بدأت في طور التلاشي بعد انطلاق ثورة المعلومات والصحافة الالكترونية العبرة للحدود والقنوات الفضائية التي لن يوقفها رقيب وستدخل كل بيت بمجرد الضغط على الأزرار.

الثقافة والسياسة


إن إقامة الجسور بين المثقف والسلطة (السياسة) حاول الكثيرين إقامتها منذ القديم، لكنها كانت جسورا مهتزة وملغومة، فإن الثقافة كما ينص عليها الباحثون تبدأ من التعريفات العديدة لصانع الثقافة ومصدرها، ألا وهو المثقف الذي يلم بشيء من كل شيء، أو من القطن مقوم الاعوجاج، أو من نمت لديه الملكات العقلية أو البدنية. والثقافة نفسها تتخذ لها مسارات ومستويات عديدة تبعا لوظائفها في المجتمع لذا يبدو طبيعيا أن تكون الثقافة أداة رقابة صارمة على السياسة، أما العكس فمرفوض ومن المؤسف أن السلطة (السياسة) في العالم الثالث تحارب المثقف والحرية ذاتها.

بهذا تتحول الثقافة إلى نقد مستمر للسياسة، وأن تتحول السياسة من جهة أخرى إلى نقد مستمر للثقافة، النقد الذي يحفظ الحدود بين الثقافة والسياسة، وبوضع الثقافة في مواقعها والسياسة في مواقعها أيضا. وهذا النقد المستمر هو الذي يجعل للثقافة قيمة للسياسة، والسياسة قيمة للثقافة. وبهذا النقد تستطيع الثقافة حماية حدودها ومواقعها من تدخلات السياسة وانفعالاتها واندفاعاتها حينما تنزع السياسة إلى الاستبداد والتعسف في استعمال الحق وحين تتسبب في انتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات وحين تندفع نحو تغليب القوة وفرض الهيمنة وتحكيم السيطرة، وحين تتحول إلى حماية الفساد أو التبرير له وتعطيل القانون وشل للقضاء.

وفي الطرف الآخر تقوم السياسة بحماية نفسها من جهة أخرى حدودها ومواقعها من تدخلات الثقافة ورغبتها وفضولها الذي تنجح السياسة في إفشاله وتعطيله أو قمعه والتحايل عليه، والسياسة بارعة في ممارسة هذه السلوكيات وهذا كله لكي لا تجعل الثقافة رقيبة عليها أو مصدر إزعاج لها يحد من انتهازيتها وبطشها وطغيانها ويقيد من رغبتها واندفاعاتها وانفعالاتها.

وبهذا يمكن أن نستخلص بأن الثقافة تعتبر عنصرا أساسيا في حياتنا والتي تشمل جميع جوانب نشاطنا الإنساني، وإذا كان من الواجب تفعيل السياسة في الحقل المجتمعي فيجب أن يكون هناك شرط لحضور الثقافة وفاعليتها وفي المقابل يكون لغياب السياسة في الحقل المجتمعي تهميش للثقافة وتغييبها ، وهنا يظهر تداخل السياسة في الثقافة بالرغم من أنه يجب على الثقافة أن تكون مستقلة عن السياسة .

وجدلية العلاقة بين الثقافة والسياسة تستدعي أيضا وجود جدلية بين المثقف والسياسي هذان الاثنان اللذان عرفا خلال العقود الأربعة الأخيرة خللا في علاقتهما التي لم تكن في يوم من الأيام متكافئة، فلقد كان العامل السياسي هو صاحب القرار يعتمد على قوى تقليدية لا علاقة لها بالثقافة بمفهومها المعرفي هكذا يعتبر السياسي دور المثقف منحصر في تبرير السياسة فقط. ولهذا السبب كانت المطالبة بإفساح المسافة بينهما أمرا عقلاني ومطلوب. لكن ليس ابتعادا عن العمل السياسي لأن المثقف يجب أن يستكمل بالعمل السياسي مالا يقدر العمل الثقافي على استكماله.

إن المثقف يصبح همه الوحيد والذي يشغله هو الانغماس في هموم عصره والالتزام بواقعه وحرصه على الثراء المعرفي والتجديد الإبداعي وكل هذا ينصب في توجه سياسي صرف.

الدعارة


أجساد تترآى لك على طرقات الشوارع في مختلف المدن المغربية تعرض للبيع من أجل أن تأكل من قبل مفضليها من الرجال نعم هذا هو موضوعنا، موضوع امتهان أقدم مهنة في العالم. مهنة الدعارة الرخيصة تحديدا. وهذا ما يمكن أن نقول عنه بقعة نجاسة على ثوب بالنسبة لكرامة المرأة وما يخص إدماجها في المجتمع. من هنا تتكاتر أسئلة متعددة وتشعبة انطلاقا من (الكاموني تيفلت والخميسات) نعم انها انعطافات كثيرة ومتعددة ترهق كاهلنا وتتعبه من خلال البحث في هويته، وللعديد من الاختلافات المجتمعية التي تقيد التطرق إلى موضوع مثل هذا ومن أجل تكسير حاجز الصمت الذي أخرص جميع الأفواه.

في الطريق إلى أحد هذه المدن فإن الأغلبية يقصدون الطاكسيات، وسيلة نقل سريعة تضرب بعرض الحائط كل الشعارات والاشهارات للوقاية من حوادث السير فهي توصلك في لمح البصر من أجل التمتع بالعطلة وأيضا من أجل الحصول على ما طيب لهم من النساء التي تكون محورا هاما في الأحاديث المناقشة داخل الطاكسي الكبير حينها تبدأ بسماع الضحكات المتعالية والقهقهات التي تنم عن الفخر والاعتزاز عن ما يقومون به، لكن كل هذا سيدفن عند الوصول إلى الكاموني أو سيدي علال البحراوي التي تتخبط في أجواء عيدها الأسبوعي, إنه يوم الأحد, يوم السوق الذي تعج بالإنسان والحيوان, إنه الكرنفال الأسبوعي الذي تفتقد فيه "القرية المتمدنة" هدوءها النسبي لتلتحق هي الأخرى بضجيج العالم وقبحه الفادح.

" ومع ذلك كانت تذرف دموعا مالحة تنسكب من هامش هامشها, حيث تباع الأجساد وتكترى! فبعيدا عن الشارع اليتيم تنتصب ديار غاب عنها التخطيط وخذلها المسؤولون, تستعرض عند أبوابها "نساء ونساء" أنوثتهن الباهتة أمام القادمين من السهول وحصين والمعمورة والسمايطو والرباط وسلا!!
منهن من استعمر الشيب رأسها, وفعلت التجاعيد فيها ما فعلت, ومنهن من لم تنه بعد ربيعها الثالث عشر. من كل الأجيال والألوان والأشكال.. نساء اقتادتهن الظروف إلى احتراف أقدم مهنة, ينادين على المارة, يستعملن مختلف وسائل الإغراء للظفر بالزبائن.. إنه ماركوتينغ اللذة!

واليوم هو يوم الجوك, ولهذا لابد من استعمال كل الأساليب حتى "تطلع الرصيطة" هذا ما أخبرتني تلك السيدة التي تجاوزت الثلاثين, وتدعى م, لم تكن بمفردها هناك, ففي باحة المنزل أخوات لها في المهنة يفترشن حصيرا قديما ويحتضن وسادات لا لون لها. نظرن إلي بنظرات تستكشف جسدا جديدا أمام باب منزلها، وفي العمق كانت "الحاجة" سيدة المكان تقتعد كرسيا عاليا, وقد طوق "اللويز" عنقها, وتدلت من أذنيها أقراط ذهبية, كانت الحاجة تصرخ في وجه فتاة قاصر "أنا ما عنديش الأوطيل هنايا, تحركي شويا اليوم 20 درهم ماشي10، شعرت بخوف من رأسي إلى أخمس قدمي . قدمت خفية 50 درهم إلي "م" وقلتها لها بأن توافيني في أقرب فرصة قرب السوق. وكان لي ما طلبت، قدمت إلى ترتدي جلبابا ضيقا يبرز جميع مفاتنها. أخدتها جانبا وبدأت في سؤالها عن جميع الوقائع.

إسمي هو "م", أبلغ من العمر 34 سنة, جئت من دكالة, واستقر بي المطاف بالكاموني, بعدما اشتغلت في أشهر عواصم الدعارة بالمغرب: خنيفرة, القصبة, عين اللوح, آزرو, إيموزار, الحاجب, الخميسات, تيفلت, لقد دخلت هذا العالم منذ 15 سنة.. ولدت مرة واحدة وأعطيت طفلي لأناس أغنياء. لما بلغت الثامنة عشرة, اغتصبني والدي مستغلا سفر والدتي وإخوتي, حينها لم يكن أمامي إلا الهروب, لقد حطمني والدي, حاولت في البداية أن أجد عملا شريفا, لكنني فشلت, وبذلك وجدتني أمارس الدعارة في الجديدة ومنها إلى خنيفرة, وهناك تعلمت أصول "الحرفة"، فأوقفت حديثها لتتوجه نحو ما ينتظرها من عناء, إنه يوم الجوك!

بينما كنت جالسة في مقهى صغير بالمنطقة إخترقت وحدتي "عاهرة" أخرى تقترح علي أحد المارة تعلم فنون "...." في مدرستها، لكن الشخص كان في عجلة من أمره فاستقطبتها إلي بمناداتها. سألتها هل يمكن أن تسرد لي حكايتها مقابل 10 دراهم فجيوبي وقتها لم أعد أمتلك فيها سوى 50 درهم. فوافقت في حينها قائلة:" أنا أبيع لحمي حتى ب 5 دراهم كيف لا أروي قصتي ب10 دراهم، أ أنا أعمل لحسابي" توضح السيدة فاطمة 36 سنة, لقد هجرني زوجي منذ 5 سنوات, وأعرف أنني السبب لأنني أرهقته بالأولاد, هرب المسكين لأنه لم يعد قادرا على تغطية مصاريف البيت, حاولت في البداية أن أقوم بالدور, عملت في البيوت, وفي الأخير, لجأت إلى بيع لحمي, أعرف أن هذا حرام, ولكن الفقر "ولد الحرام", عملت عند "الباطرونة ف" في البداية, وبالنسبة للمدخول فهو يتراوح بين 200 و250 درهم يوم الأحد, أما الأيام الأخرى فلا يتجاوز 50 درهما, وثمن الممارسة الواحدة هو 10 دراهم, ونرفعه في المناسبات إلى 15 أو 20".

هذا ما أتحفت به عاهرات الكاموني أسماعنا نعم إنه أمر تطلب لو تنشق الأرض وتبتلعك عند سماعها، لكن الآن هذا ما سيطربنا به طالبي اللحوم أسماعنا.

شابين اثنين ينزلون من طاكسيات الكبيرة وبتوجهون لتوزيع نظراتهم على الأجساد المتراصة على الأبواب تنتظر من يشتري أو يكتري، يقول "ر": لا أستطيع الزواج حاليا, فأعباؤه ثقيلة جدا, ولن تجد بنت الناس التي يمكنها أن تصبر معك اليوم, لأنهن يردن المال والسيارة, وأنا مجرد "طالب معاشو", فكيف لي بالزواج, وبالإضافة إلى ذلك فأنا لا أستطيع الاستغناء عن حاجاتي الجنسية". في حين يقول صديقه الذي أمسك منه خيط الحديث: "لماذا نتهم صاحبات هذه المهنة بالدعارة؟ أو ليست مهنة شريفة في ظل واقع خبيث يرسل إلينا شواظا من الفقر والألم؟ ثم ألسنا نحن أيضا داعرين؟" ولم يكن صاحب هذه الأسئلة الحارقة إلا السيد (م.م) 28 سنة, الحاصل على الإجازة في الأدب العربي, والتي لم تقده إلى الوظيفة بل إلى البطالة والبغي!
اكتفيت بما سمعت وعدت أدراجي إلى مدينتي, التي كانت تستعد للنوم, فقد ودعتها الشمس إلى يوم آخر, نحلم بأن تكون أكثر إشراقا ونقاء من الفائت! وستظل الدعارة "فعلا إنسانيا" له أسبابه ونتائجه, التي تفضح إفلاسنا المجتمعي.

dimanche 8 avril 2007

المرأة والرياضة

الرياضة ليست نشاطا حديثا أو مستجدا وإنما هي ضاربة بجذورها في أعماق تاريخ الحياة البشرية، فلقد مارس الإنسان (ذكر وأنثى) الرياضة منذ الميلاد فالحبي ثم المشي وبعد ذلك الركض كل هذه الممارسات هي أنواع من الرياضة، ليس ذلك فحسب بل إن البحث عن متطلبات العيش كالمأكل والمشرب والمأوى هي عبارة عن أنشطة رياضية متنوعة سواء كانت عن طريق الصيد أو تشييد المسكن أو توفير الملبس.

والرياضة بعالمها الواسع من خلال الانجاز والتفوق والنجاح والفوز والتألق احتضنت المرأة لتضيف الى عالم الرياضة عالما سحريا آخر يتمثل بالمرأة الرياضية التي دخلت هذا العالم الواسع لتضفي اليه جمالا الى جمال وانجازا الى انجاز.
ولقد عانت المرأة الرياضية في الزمن الغابر الذي اعطى ابخس الاثمان لها واعتبرها سلعة كمالية تضاف الى مقتنيات وحواسم العائلة الحاكمة، فكانت المرأة الرياضية تحت ضغوط عديدة جعلتها تترك الرياضة وتقبع ساكنة في البيت خوفا من العيون التي كانت تتلصلص في الساحات والملاعب والقاعات لتختار احداهن بطلة بدون بطولة!!
أقيمت الألعاب الأولمبية القديمة لأول مرة عام 776 ق .م في عهد الإغريق (اليونانيون القدامى) وما كان يسمح للنساء في ذلك الوقت بممارسة الرياضة والمشاركة بالألعاب الأولمبية, حيث كان ذلك غير مرغوب فيه كما كان لا يسمح لهن أيضاً بمشاهدة الرجال أثناء المسابقات, وكان عقاب من تجرؤ على مخالفة تلك العادات هو ... الموت. لكن (فيرنس) تحّدت الموت حيث كانت تحب ولدها (بيسير وروس) حباً كبيراً, وربته كما يربى الأبطال, وتنكرت في زي الرجال للدخول إلى قاعة المنافسة بالملاكمة لمشاهدته, وحينما تحقق حلمها وفاز ابنها ببطولة الملاكمة لم تستطع أن تكتم صيحة فرح كادت توردها حتفها, فقد اكتشفت الجماهير أن من ادعى أنه مساعد للاعب الصبي الذي كان مسموحاً به في ذلك الوقت ليس إلا امرأة, وقد حملوها إلى حافة هاوية سحيقة لقذفها لتلقى جزاءها طبقاً للتقاليد المتبعة آنذاك, لكن العقلاء تداركوا الأمر ومنحوها الحق في الحياة, بعد أن تبين أنها ابنة بطل وزوجة بطل وأم بطل أولمبي ومن تلك الحادثة نظم مهرجان خاص للألعاب الأولمبية بالنساء سمي بمهرجان هيرتا.

وكانت المرأة الرومانية هي الأخرى بعيدة ومحرومة من الاشتراك في الأنشطة الرياضية, ولكن كان يسمح لها بدخول الحلبة لمشاهدة الأنشطة الرياضية والتشجيع, وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية حدثت بعض التغيرات في حقوق المرأة, ففي الأيام الأولى للكنيسة كان ينظر للمرأة التي تمارس الرياضة على أنها غير سوية وخارجة عن الكنيسة, وكان واجب المرأة الطاعة وتربية الأطفال, وهذا الرأي كان سائداً في العصور الوسطى, أيضا بعكس الرجل الذي خلق للحروب والدفاع عن البلاد لان جسمه مخلوق لذلك.

وفي القرن السادس عشر كان ينظر للمرأة على أنها متعة, وظل هذا الفهم دارجاً حتى القرن التاسع عشر, وأحياناً كان يسمح للمرأة وخاصة المنحدرات من الطبقات العالية بممارسة الأنشطة الرياضية ولكن دون إجهاد. وفي القرن العشرين بدأت حياة المرأة تتغير كلياً وخاصة في المجتمعات الأوروبية وأمريكا حيث أصبح التعامل مع المرأة يتم بمفاهيم تختلف عما كانت عليه سابقاً, وبدأت تبرز أهمية المرأة وقدرتها في الأنشطة الرياضية, ولكن ليس بالصورة الملائمة لها لاعتقادهم أن مهمة المرأة هي تربية الأطفال ورعاية المنزل والعناية بإخوانها الصغار, وكان البعض يعتقد أن ممارسة المرأة للرياضة يقلل من أنوثتها فتتحول, مما يعيق فرص الزواج واحترامها كجنس لطيف ناعم, وكان هناك اعتقاد آخر يقول إن ممارسة الفتاة للرياضة سوف يؤذي صحتها, كل هذه المفاهيم كانت سائدة ومنتشرة حتى بداية القرن العشرين.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين بدأت النساء تشارك في العديد من الأنشطة الرياضية ويستمتعن بذلك ويشعرن بأنهن غير ناقصات عند مقارنتهن بالرجال, فبدأت المرأة تعدّ نفسها للأولمبياد وبدأت تمارس الأنشطة التي يمارسها الرجال.

ومنذ السبعينات بدأت المرأة تشارك في لجان وجمعيات رياضية وتضع لها برامج وخطط لأشكال رياضية كثيرة, وأصبح إقبال الفتيات على المشاركة في الفرق الرياضية المدرسية والجامعية وكثير من السيدات يمارسن هواياتهن الرياضية خلال وقت فراغهنّ ككرة السلة والكرة الطائرة والريشة وتنس الطاولة والتنس الأرضي والركض ... .

وفي اعتقادنا أن المرأة أكثر احتياجاً للرياضة من الرجل بحكم قلة حركتها وطبيعة عملها وأحياناً نوع مهنتها إن كان في المصنع أو المكتب أو المنزل, كل ذلك يستوجب أن تقوم المرأة بممارسة الأنشطة الرياضية بصورة أكثر من الرجل لكي تُعّوض عن ذلك بالنشاط الرياضي, ولا يغيب عن بالنا أيضاً أن طبيعة الحياة الفسيولوجية عند المرأة والممثلة بالحمل والولادة وظروف ما بعد الحمل والدورة الشهرية كل ذلك بحاجة ماسة إلى الحركة والنشاط الرياضي, كي تعود المرأة لوضعها الطبيعي لتلافي حالة الترهل بعد الولادة, كما أن طبيعة جسم المرأة يمتاز بزيادة نسبة الشحوم عن الرجل بأكثر من 10% وهذا يستدعي من المرأة أن تقوم بنشاط وحركة.

فعلى أية حال فالفوارق بين الرجل والمرأة رضينا أم أبينا موجودة, وتقديم فرص متساوية للاشتراك في الرياضة للرجل والمرأة ليس بالأمر السهل, فالاختلافات في النواحي الجسمية لم تجعل الذكور والإناث مهتمين بالأنشطة الرياضية نفسها, وإذا أردنا أن تذوب الفروق بين الجنسين بصورة كاملة لا بد من فتح برامج الرياضة لكلا الجنسين, ووجود فرق منفصلة للذكور والأخرى للإناث لكل رياضة من الرياضات المختلفة التي تعكس اهتمامات الرجل والمرأة.

وفي العصر الإسلامي الزاهي فقد اعتمدت الفتوحات الإسلامية المظفرة على أنواع مختلفة من الأنشطة الرياضية كالفروسية والرماية والمبارزة والركض والمشي، كذلك فلقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يسابق زوجه عائشة فقالت رضي الله عنها: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا لا أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت فخرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسبقني فجعل يضحك وهو يقول: "هذه بتلك".
ولقد اكتشف الطب حديثا أن الرياضة علاجا وقائيا للعديد من الأمراض المستعصية لذا أصبحت الوصفة الطبية الأولى كونها تنشط الدورة الدموية وتذيب الدهون بأنواعها وتساعد بالتالي على القضاء على السمنة والتي باتت داء العصر، أيضا الرياضة تساهم في الحفاظ على مستوى السكر والضغط وعضلات الجسم المختلفة وإلى غير ذلك من الفوائد العديدة والمتنوعة التي يجنيها الجسم البشري إثر ممارسته للنشاط الرياضي.

ويبقى مجال الرياضة يضم أسماء مرشحات لهن وزن مهم في هذا العالم وتعد العداءة المغربية هي سادس امرأة عربية تحرز ميدالية في الألعاب الاولمبية بعد أن فتحت المواطنة نوال المتوكل الطريق في أولمبياد لوس انجليس عام 1984 بذهبية 400 م حواجز، ثم جاء دور الجزائرية حسيبة بولمرقة في برشلونة 1992 بذهبية 1500، والسورية غادة شعاع في أتلانتا 96 "السباعية"، والجزائرية نورية مراح بنيدة "ذهبية 1500 م"والمغربية الأخرى نزهة بيدوان "برونزية 400 م حواجز"وكلتاهما في سيدني. ومنهن منى عبد الرسول بطلة التاكواندو، ونزهة حنفي بطلة كرة السلة وهي حكمّة دولية ولها نشاطات متعددة وسهير لمتوني بطلة الجيدو ونعيمة بوبكر التي تشغل منصبا هاما في الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ولها رقم قياسي عربي وألقاب عربية.
وأخيرا نعيمة الغواتي التي تميزت في رياضة الجمباز وحققت الكثير قبل أن تتعرض لحادثة سير مؤلمة جعلت حركتها بطيئة لكن تاريخها الرياضي حافل وحصلت على وسام ملكي من العاهل المغربي عام 2002.

والعديد من العداءات اللواتي برزن منهن حسناء بن حسي، العداءة الواعدة مريم العلوي السلوسلي وصيفة بطلة العالم للشابات في مسافة 3000 م في دورة كينغستون 2002 وآمنة آيت همو المتخصصة في سباق 800 م.

وبالإضافة إلى كل ما سبق فهي العامل الأول وراء المحافظة على الرشاقة والجمال والحيوية، ناهيك عن كونها أضحت من شواهد رقي الشعوب وتقدم الأمم والتي تستند في التنمية والتطوير على الأسس العلمية والثوابت المدروسة.

غياب الحس الفكاهي في السيتكومات الرمضانية


أصبح الإنسان يحن لزمن الفن الغابر , زمن القيم و الاحترام و الفكاهة المتحلية بروح الدعابة و الضحك الرزين . حنين وشوق لا يمكن أن يلقى مبتغاه في زمننا هذا .

هذا ما يمكن مشاهدته و ملامسته من خلال ما أصبحت تبثه لنا كل من قناتينا الشقيقتين , ولا يجب نسيان الذربة الصالحة من ورائهما . لقد قاموا في بادئ الأمر بإبعاد الناس عن المقروئية , وها نحن اليوم نبتعد عن المشاهدة التلفزيونية , وهذا كله ناتج عن ما أصبحوا يتحفوننا به من برامج رمضان عن بقية الدول العربية , إذ يعتبر هذا الشهر الفضيل موعدا للإنتاج المحلي بامتياز . و أي امتياز لمسنا ؟؟؟ فالناس تصوم في رمضانن , و التلفزيون يصوم العام كله ليفطر هذا الشهر الأبرك , لكن أي فطور ؟؟؟ مسلسلات فكاهية وسيتكومات يعجب لها العجب . فهي تعتبر أهم وجبة لدى المشاهد المغربي في رمضان ويتم عرضها في فترة ذروة المشاهدة , إلا أن أغلب الأعمال التي عرضت خلال الأعوام السابقة لم تحقق اي نجاح يذكر و لم ترقى الى مستوى انتظارات الجمهور المغربي و بالتالي -هي تنال اكبر جرعة من النقد كل سنة .

و استنادا الى استطلعات للراي فان المشاهدين غير راضون بتاتا عن شكل و نوعية ما يبث لهم , و هم محبطون ايضا من الوضع الذي وصل اليه مستوى العبث فيما يتعلق بتدبير امورالإعلام و الفن وا اجمال في الإخراج التلفزيوني و عكس هذه لمعارضة الناقدة للمنتوجالوطني نجد ان هناك فئة من المجتمع المغربي تستقبل و بحفاوة كل ما يبث لها فكل شيء عندنا يمكن ان يدر ربحا مادام الجمهور المغربي في غالبيته العظمى مستهلك بدون ادراك وهذا الكلام ليس من باب اسقاط البلادة على الجمهر المغربي بل هو نقد لكل ما يتكرر مع كل رمضان.

لكن التطلعات الى المستوى المطلوب سيبقى قائما داخل منظومة الصناعة التلفزيونية الجديدة التي جاءت مع وفرة هذا الكم الإنتاجي التلفزيوني الذي ارتفع نسبيا افي السنوات الأخيرة والذي رجوا منه المغاربة خيرا لماتوقع له من فرز لصناعة تلفزونية مغربية حقيقية بخلاف ان ازياد الحجم الإنتاجي و بالأخص في الشهر الفضيل فرز ظواهر سلبية مختلفة السمة الغالبة فيها الإنتاج السريع والمرتجل لكن العزاء الوحيد هو اننا في زمن الفضائيات الذي ترك للمشاهد فرصة الإختيارو التنقل عبر القنوات التي تشفي غليله في انتظاران يسموا التفلزيون المغربي بالإنتاج الوطني الذي راهن عليها الجميع منذ سنوات خلت.

mercredi 4 avril 2007

ربات البيوت والخادمات


"عاملتها بلطف فخطفت زوجي" هكذا جلست جواري وهي تسرد علي واقعتها المؤلمة، والتي جعلتني في حيرة من أمري، لمن سأرجع اللوم؟ هل للسيدة البيت العدوانية والمتسلطة والحنون؟ أم للخادمات السيئات الأخلاق وخاطفات الأزواج؟

"حليمة البالغة من العمر 45 سنة صاحبة شركة للخياطة" تتحدث معي وبأسف عن حكايتها مع إحدى خادماتها اللواتي أذقنها المر في حياتها وهي تقول : كانت خادمتي شابة لم تتجاوز العشرين من عمرها، جلبوها لي من شمال البلاد لأنني كنت في حاجة ماسة إلى خادمة ترعى منزلي، لأن عملي خارج البيت كان يأخذ وقتا كبيرا، عاملتها بلطف وحنان، يمكن القول عاملتها كابنة لي.

شاهدت في أحد الأيام إعجاب سائقي الشديد بها ورغبته بالزواج منها، فقمت بتعديلها وإبراز أنوثتها لعله يحصل نصيب ويتزوجا معا. لكن هيهات وهيهات من خادمات خاطفات ماكرات، لا يرضون بالنصيب والطيبات، فعي لم ترضى بسائقي المسكين، بل كانت موجهة عيونها وتفكيرها نحو زوجي الذي بلغ وخط المشيب وشاب، والذي أشرف على أبواب الستين. لقد كانت ثقتي بها تفوق التصور والخيال، فتركت لها فرصة المكر و الاحتيال على زوجي الذي لا يستطيع مقاومة جمالها الفتان، فصار في يدها كدمية القش لا يهش ولا ينش . جاء اليوم الموعود الذي اكتشفت فيه ما كان يجري ويصير، فما كدت أن أنطق بكلمة حتى إنهالت علي بكلامها الذي يسم الأبدان، بأنها هي وزوجي عشيقان وأنهما سيتزوجان، وما إن طلبت الطلاق حتى نلت المراد وبقي هو ليجدد صباه مع من بالغت في الإحسان إليها.

أما "فاطمة البالغة من العمر 42 سنة أستاذة جامعية" شكت ما ألم بها من خادماتها اللواتي جلبتهم من أجل القيام بأعباء المنزل بسبب أنها تشتغل خارج المنزل، فضعت يديها على خديها وقالت: "جلبتها إلى منزلي وهي بنت التاسعة فخرجت من عندي وهي سارقة". نعم لقد كانت خادمتي صغيرة على الأعباء المنزلية فتركتها فقط لرعاية ابني الصغير كانت تحبه حبا كبيرا وهو كذلك إلى درجة أنه يناديها "بأمي" . كبرت خادمتي وبلغت الواحد والعشرين من العمر، فأصبحت تقوم بالأعباء المنزلية بأكملها، ألفتها ولم أعد أستطيع الاستغناء عنها إذ بدأت أعدها فردا من العائلة، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، ففي الآونة الأخيرة أصبحت أجد اختلاسات ونقصان في مبالغ مالية كنت أضعها في غرفة نومي، فاكتشفت أنها تسرقني رغم أنني لم أحرمها من شيء حتى أنني كنت أبتاع لها كسوة العيد مثلها مثل أولادي، فقررت في الأخير ردها إلى أهلها لاجتناب سرقتها ولكي لا تضطرني إلى جزها في السجن عقابا لها.

ومن مجريات الوقائع التي سردتها علينا "حليمة" و"فاطمة"، نستنتج بأن الخادمات ما هن إلا سيئات الأخلاق وناكرات للمعروف وخاطفات للأزواج، هذا في الحالة التي يتصادف فيها اشتغال خادمة شقية لدى مخدومتها الحنون، أما في حالة العكس فإن الخادمات يذقن المر والهوان في سبيل لقمة العيش، وهذه شهادات لبعض الخادمات منهن"عائشة 24 سنة" التي بدأت حديثها وهي تقول بكل ألم وحسرة: "شوهتني وضربتني لأنني كسرت أطباقها الفاخرة". لم أذق طعم الراحة منذ صغري وذلك لأن زوجة أبي أرادتني أن أعمل في البيوت من أجل أن آتي لهم بالنقود لصرفها في طلباتهم التي لا تنتهي، فوالدي رجل عاجز ولا من معيل لنا. فما إن أجد منزلا أعتقد بأنه الأفضل، حتى أصاب بخيبة أمل عندما أتشاجر مع السيدة وتطردني، إلا أن السيدة الأخيرة لم تطردني من منزلها إلا بعد أن تركت وجهي ندوبا غائرة ويدي حروقا مشتعلة. فهي مهووسة بجمع الأطباق الفاخرة والتي تحرص على سلامتها حرصا شديدا أظن أنها لا تكنه لأولادها. وفي ذلك اليوم اللعين سقط أحد هذه الأطباق من يدي، فقلبت البيت رأسا على عقب بصريخها الذي يثقب الآذان، فبدأت تسب وتشتم وبما أنها المرأة المهووسة فأخذت أحد الأجزاء المتناثرة وبدأت تخطط بها وجهي وأنا أصرخ وأستنجد لكن لا من مجيب. بعد ذلك أخذت قطيبا قامت بتسخينه، فكوت به يدي وهي تقول وتصرخ: "خذي هذا لكي لا تكسري صحوني مرة أخرى".فلم أشعر بنفسي إلا وأنا في المستشفى.

أما "مريم 19 سنة" تروي حكايتها كخادمة فتقول: جلت مدينتي بأكملها من أجل إيجاد بيت من البيوت لأعمل فيها وذلك من أجل توفير لقمة العيش، استقريت أخيرا في أحد المنازل الذي كانت تقطن فيه امرأة عجوز واحدة فقط، لأن أولادها تزوجوا وتركوها لوحدها، وبسبب تلك الوحدة امتهنت أحد الحرف التي تمتهنها النساء وهي التجسس وحب استطلاع ما يعنيها وما لا يعنيها، فكانت تدفعني بين الفينة والأخرى لكي أجلب لها كل ما كان يدور في الحي الذي تقطن به، أرغمتني على هذا مرارا وتكرارا، فلم أستطع تحقيق رغباتها وقلت ذلك في وجهها، فقامت بحبسي لمدة يومين بدون أكل وشرب إلى أن جاء الفرج مع ابنها الذي فتح الباب عن غير قصد فقمت من مكاني وخرجت من المنزل راكدة من شر تلك العجوز.

بهذا نخرج بخلاصة واحدة وهي أنه يجب على ربات البيوت مراعاة الخادمات وإعطائهن حقوقهن وواجباتهن كأي امرأة، وأن لا تكون ضحية المعاملة، في المقابل يجب أيضا على الخادمات تجنب الإصطدام الذي يمكن أن يؤدي إلى تكهرب الأوضاع بينهما لكي يبقوا بعيدين كل البعد عن الصراع الذي سيتصدر سجل التاريخ والذي سيدخل إليه من أوسع أبوابه، تحت عنوان"ربات البيوت والخادمات".

الحذاء عالي الرقبة "البوت"



عندما تتواجد بأي شارع في أنحاء المملكة المغربية وأخص بالذكر الشارع الدائب الحركة صباحا، ظهرا، مساءا، وليلا شارع محمد الخامس، فإنك تبدأ في مشاهدة الناس رجالا ونساء يرتدون آخر صيحات الموضة وخصوصا النساء والفتيات اللواتي يتبارين مع حلول فصل شتاء جديد من كل سنة في ارتداء موضة جديدة للأحذية.

إلا أن هناك قطعا معينة تحتفظ بمكانتها مهما تغيرت مواسم الموضة، بطبيعة الحال مع بعض التغييرات في التصميمات وتبقى الحاجة الماسة إليها هي الباعث الرئيسي لعدم التخلي عنها. ومن هذه القطع الحذاء العالي الساق أو ما يصطلح عليه في أوساطنا الشعبية وغير الشعبية " البوت" فمهما تعددت الاختيارات والموضات في فصل الشتاء فالناس لا يستطيعون التخلي عنها.

إن حذاء البوت هو حذاء الشتاء بكل امتياز حيث يتراءى لك الجميع يستغنون عن جميع أحذيتهم الأخرى ويلتجئون إلى ارتداء حذاء البوت طوال فصل الشتاء، وهو نموذج للأناقة ويمنح الساق الدفء بدون أن يضر بجمالها، ومع حلول الشتاء من كل سنة تضاف بعض التعديلات والتحسينات، ويصمم بطرق حديثة وأنيقة، لكنه يظل محافظا على شكله ومميزاته الخاصة.

ومن خلال هذا كله يمكننا الرجوع إلى أصل الحذاء العالي الرقبة " البوت" الذي كان أصلا يلقب " بحذاء الكاوبوي" الذي ظهر عام 1800 عندما هاجر صناع الأحذية الألمان إلى تكساس وبدأوا في تصنيعه، وكانت تصنع في بادئ الأمر لركوب الخيل، لذا كانت جد ضيقة وذات كعب قصير للمشي بسهولة، ومع التطور أصبح الكاوبوي ذا كعب عال ، وأصبحت الرقبة أقصر. وتطور البوت وأصبح يناسب الارتداء في أكثر من مجال ومع جميع أشكال الملابس حيث كان موضة الستينات مع الجيبات، أما الآن أصبحت له أشكال: فهناك ذو الرقبة الطويلة جدا والتي تغطي الركبة وهناك ما هو قصير تحت الركبة.

وفيما يخص تسويقه فالمتاجر تجد سهولة كبيرة في ذلك لأن الناس وخاصة العنصر النسوي ينتظرون وقت نزولها للأسواق من أجل التهافت والتباري على اقتناء أجوده وأجمله إلا أن هذه المواصفات يمكن أن تقودهم إلى حذاء بوت غالي الثمن، لأن الموضة في وقتنا الحالي تقف على العديد من الأشياء والعوامل منها الثمن، شكل ونوع الموضة وأيضا الشخص المقتني لها.

لذا فالحذاء حاجة ضرورية من حاجيات الإنسان وأحد مكملات الأناقة، وفي أوروبا يقال إذا أردت معرفة أناقة شخص ما فانظر إلى قدميه.

شمكارة 04


قهره الظمأ وأرهقه كثرة التجول والبحث عن ما قد ما يمكن كتابته في مقال يصلح للنشر لقد بحث وبحث ولم يجد شيئا، بالرغم من أنه يمكنك أن تتصادف مع مواضيع شيقة يمكن للقارئ تتبع أحداثها. لم يستطع إكمال مسيريه من كثرة التعب فالتجأ إلى إحدى الجدران ليتكأ عليها، عله يأخذ قسطا من الراحة.
فجأة سمع صوتا شبابيا يناديه ويقول له:" عطيني درهم أخويا" فاستدار إليه
ليستطلع الأمر فوجده شابا في العشرين من عمره، بملابس رثة وبالية ويحمل في يديه بلاستيكة بيضاء ينفخ فيها. أخذه الفضول إلى سؤاله عن مبتغاه من تلك الدرهم، فأجابه بطريقة لا تمس للباقة بصلة:" صوفي خوك وعطيني ديك الدرهم راني مقطوع ولا ما يعجبك حال" فلم يعرف ما سيفعل هل يعطيه الدرهم ويساهم في انحرافه أم يرفض بطرقة ما تمكنه من الانسلال من براثينه وهذا ما فعله، لكنه رأى بأن الموضوع مثير للاهتمام يمكن التطرق إليه وكتابته لنشره عله أن يكون موضوعا مثيرا يطلع عليه الناس بكافة فئاته ليتعرفوا على ما يفعله الانحراف وأيضا ليكون عظة مباشرة لهم.
سأل عن المناطق التي يتواجد بها هؤلاء الأشخاص بكثرة ، فأرشدوه إلى منطقة حي مولاي رشيد وحي الفلاح والمناطق المجاورة لها، أو ما يطلق عليها بمنطقة 04. تراءت له جماعة من الشبان ينزوون في زاوية من حيهم، توجه إليهم لسؤالهم عن أسباب مآلهم إلى ما هم عليه. فدهش من الإجابة الممزوجة برائحة السيلسيون الكريهة والتي تقلب لك موازين تفكيرك. " شوف أساط حنا ما عيشينش في هاد البلاد وماعدنا علاقة بالغادي والجاي وإلى كنتي باغي تعرف السباب اللي خلانة هاكة غادي يضرك راسك حسن بلاش" . أصر على الإجابة، فقالوا:" راه كاين اللي قهروا الجوع والحبة الي ماكينة، وكاين اللي غير صاحبو بقى عليه حتى بلاه، وكاين وكاين..." أقوال لمس فيها آلاما وضيق خاطر مما هم فيه. إنها أحزان فوق أحزان، وأقراح بدل الأفراح، تراكمت وتراكمت فلم يجدوا لها حلا سوى أن يداوونها بالنسيان بواسطة السيلسيون مادة يمكن أن تؤدي بمستهلكها إلى الهلاك.
أما جماعةأخرى كانت تتوسطها فتيات من أعمار مختلفة وكانوا يرقصون ويغنون بطريقة مثيرة للضحك والشفقة في آن واحد. "شوف حنا ضاربين الدنيا بطالون ومعدنا ما نديروا ، اللهم هاكة ولا الهم والويل، وباش تصيبها عطي لخوتك شي صرف باش نقضيو غراض ولا مايعجبك حال".
فتساءل في خاطره، يغنون يرقصون ويتممونها بالسيليسيون، فهل ستكون لهم نهاية ينتهون إليها؟ وهل ستبقى مشاكلهم تقودهم إلى الهلاك؟ أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهنه آنداك يبحث لها عن إجابات، لكنه تركها وراءه ليفكر في الخطر المحذق به آنذاك، فقام بحمل حقيبته المرافقة لكي يبتعد عن هؤلاء الرفقاء ليقي نفسه من شر البلاء والشقاء.