mercredi 11 mars 2009

"العري فيه وفيه"


فنانات مغربيات يتمسكن بالفن الأصيل ردا على "العري كليب"

أضحت ظاهرة "العري كليب" بوابة عبور بعض الفنانات اللواتي يهدفن إلى الانتشار بسرعة، بغض النظر عن قيمة الفن الذي يقدمنه، وبرزت ضمن هذا التوجه أسماء كثيرة، خصوصا في المشرق والخليج، كما أنها استهوت بعض المغربيات اللواتي اخترن الانطلاق بعيدا عن المغرب.

ورغم انتشار هذه الظاهرة، التي دعمتها العديد من الفضائيات، فإن الآراء تختلف بين مؤيدة ومعارضة، وإن كانت العديد من الفنانات المغربيات، يرفضنها في شكلها الاستفزازي المثير للغرائز.

وقالت الفنانة المغربية القديرة، حياة الإدريسي، إنها ترفض هذه الظاهرة، رغم أنها لاقت استجابة كبيرة من طرف بعض الفنانات اللواتي حققن من خلالها شهرة واسعة. وأضافت في اتصال مع "المغربية" أن رفضها لظاهرة "العري كليب" لن يغير من واقع الأمر شيئا، مادامت هؤلاء الفنانات اكتسحن سوق التمثيل والإشهار أيضا.

أما الفنانة الصاعدة هاجر عدنان فاعتبرت أن " العري فيه وفيه" موضحة أنها ترفض بشكل قاطع أن تكون إحدى وجوه " العري كليب" لتحقق الشهرة، وقالت: ليس في صالحي كفنانة أن أحط من قيمتي وأخسر جمهوري بسبب هذه الفيديو كليبات الرخيصة التي تغيب عقل المشاهد عن كلمات الأغنية وعن اللحن وعن القصة ذاتها.

من جهتها، قالت الفنانة مريم بلمير، إحدى نجمات الجيل الصاعد في المغرب إن الفنانات اللواتي يلجأن "للعري كليب" لا يمتلكن موهبة الغناء، لذا فهن يستترن وراءه لأنه يمثلن لهن جسرا من ذهب يوصلهن إلى الشهرة المطلقة، موضحة أن الفنان الموهوب يمتلك ثقة بيرة في قدراته وعطاءاته الفنية، وبالتالي فهو لا يبحث عن معابر أخرى للوصول إلى الجمهور.

وقالت: لست مجبرة على التعري لأكون صورة جميلة أمام الكاميرا وأمام الجمهور الذي أخاطبه."

إن ثقافة "العري كليب" أصبحت حاضرة بقوة في مختلف الفضائيات، التي احتضنت أسماء عدة في هذا المجال، ورغم الانتقادات الموجهة على فنانات الإغراء، إلا أنهن حققن انتشارا واسعا وحضورا مطلقا ما جعل الموسيقى العربية وأغانيها، وفق ما يرى بعض النقاد، بلا هوية وتميل إلى الإيقاعات الراقصة وإثارة الغرائز، فباتت خالية تماما من صدق التعبير.

وكشفت بعض الدراسات الميدانية على أن أغاني العري، أصبحت إحدى خصائص ثقافة الاستهلاكية، لأنها تركز على الجسد وعلى الحركات الإيحائية، التي لها تأثير مباشر على حواس المشاهد وشهواته.

وعموما ليست جل الفنانات العربيات ينتمين إلى ثقافة ( العري كليب)، بل هناك منهن من بقين متمسكات بمبدأ الالتزام الفني الإبداعي، وحققن من خلاله شهرة وقوة حضور لافتين.

للتذكير، الفيديو كليب عبارة عن مجموعة من اللقطات والمشاهد المصورة بنظام الفيديو مجمعة في فيلم قصير لا تزيد مدته عن 10 دقائق ولا تقل عن 30 ثانية بحيث تؤدي إلى نتيجة أو فكرة متكاملة كأغنية أو قصة خبرية أو تسجيلية، إلا أن "العري كليب" هو الذي أصبح ذائع الصيت بين الفنانات اللواتي فضلن تسلق عالم الشهرة بأجسادهن أكثر من اعتماد الفن الأصيل.