dimanche 11 novembre 2007

ثغورنا المحتلة


الثغور المحتلة، المستعمرة، السليبة... كلها أسماء تطلق على مدينتينا المغربيتين سبتة ومليلية . الأرض المشتركة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، و منطقتا الالتماس الأولي بين العالم العربي وأفريقيا من جهة والاتحاد الأوربي والغرب من جهة ثانية، فمباشرة بعد تخطي الحدود الوهمية بين المدينتين والأراضي المغربية المحررة، يجد المرء نفسه داخل أراضي الاتحاد الأوربي دون أن يقطع مياه البحر الأبيض المتوسط

تقع مدينة سبتة البالغ مساحتها حوالي 28 كيلومترا مربعا في أقصى شمالي المغرب على البحر الأبيض المتوسط وقد تعاقب على احتلالها البرتغاليون عام 1415 يليهم الإسبان عام 1580.أما مليلية الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب والبالغ مساحتها 12 كيلومترا مربعا، فتديرها إسبانيا منذ عام 1497.وقد أصبحت المنطقة منذ عام 1992 تتمتع بصيغة للحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار البرلمان الإسباني عام 1995.وهي صيغة لا تتضمن إقامة برلمان مستقل، بل جمعية ثم مجلسا للحكومة ورئيسا، ويحمل النواب الـ25 في الجمعية صفة مستشارين.
وترجع جذور الصراع إلى إطلاق الفاتيكان بعد سقوط الأندلس بيد إسبانيا دعوة للسيطرة على الساحل المتوسطي للمغرب، والبرتغال في الساحل الأطلسي.وقد تعددت المحاولات التاريخية للمغرب لاستعادة المنطقة، منها محاولة المولى إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي حيث حاصر المغاربة مدينة سبتة دون أن يتمكنوا من استعادتها، ثم محاولة السلطان محمد بن عبد الله عام 1774 محاصرة مدينة مليلية من غير جدوى.أما أبرز المحاولات المعاصرة هي ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي والحروب التي خاضها بين عامي1921 و1926 ضد القوات الإسبانية في شمال المغرب.

أما الآن فقد بدأت أزمة سياسية غير مسبوقة تلوح في الأفق بين الرباط ومدريد بعدما أعلنت الحكومة الإسبانية عن زيارة وشيكة، هي الأولى من نوعها، للملك خوان كارلوس إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
لكن الزيارة التي تجدها إسبانيا وجزء من مواطني سبتة ومليلية طبيعية، أثارت احتجاجات واسعة في المغرب على المستويين الرسمي والشعبي.
وتبقى الملفات العالقة بين المغرب وإسبانيا متعددة بداية بسبتة ومليلية وصولا إلى جزيرة ليلى أو جزيرة تورة حسب التسمية التي يرى المغاربة أنها الأصح تاريخيا، ويعكس ذلك وضعا يسميه بعض المحللين المغاربة علاقة العداء الودي بين المغرب وإسبانيا انتهاء بزيارة العاهل الاسباني خوان كارلوس.

Aucun commentaire: