mercredi 21 mars 2007

العادات الرمضانية


تعتبر العادات و التقاليد عموما جزءا لا يتجزأ من القوانين العرفية التي يتعارف عليها المجتمع بحكم مسيرته التاريخية . فأنشأت هذه التقاليد إلى أن أصبحت أعرافا لا يمكن الإستغناء عنها و أصبح الإهتمام بها سواءا من الجانب الديني أو التصوفي موحدا كالحرص على صلاة التراويح و زيارة الأهل والأقارب . هذا ما بفرصه الجانب الديني . أما العادات التي تعود عليها المغاربة ، فهي تبدأ عند ظهور ملامح استقبال شهر رمضان . بإغلاق جميع محلات الخمور قيل حلوله بأسبوع ويتلو ذلك ارتداء الملابس التقليدية لمزيد من الحشمة و الوقار . فنأتي إلى المائدة الرمضانية المعروفة بالطيق الرئيسي " الحريرة" و يتخلل المائدة أيضا البيض المسلوق و " سلو " و" الشباكية " و عند الانتهاء يبدأ الناس بالذهاب كل إلى مقصده .
لكن ما هو ملاحظ في الآونة الأخيرة أو في السنوات العشر الأخيرة أن أغلب المغاربة استغنوا عن بعض هذه العادات و حافظوا على أخرى . وذلك حسب ظروف كل فرد . ومن بين هذه العادات التي أصبحت في حيز الاندثار ، ويارة الوالدين و الجلوس معهم خاصة في ليلة السابع و العشرين من رمضان ، وهذه العادة يفرضها الجانب الديني و الأخلاقي . و العادة الأساسية التي لا يمكن القول بأنها في حيز الإندثار ، بل إنها مهدثرة منذ سنين خلت ، وهي "النفار" الذي يقوم بجولة خلال النهار يطرق خلالها أبواب البيوت لجمع ما يجود به الناس عليه من شاي أو سكر وما يتيسر من نقود ، صاحبا ذلك عزفه على البوق .ويبشر كذلك برؤية هلال العيد ويقوم بجولة أخيرة صباح العيد لجمع " الفطرة" أي زكاة الفطر . لكن ليس وحده من استغني عن دوره ، فقد استغني عن دور المدفع المتمثل في الإعلان عن اقتراب آذان المغري و غيره .
ومن العادات التي اشيهر بها المغاربة في شهر رمضان الأيرك عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان ، و لاسيما في السابع و العشرين منه ، ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية التي تتجسد فيهل معالم الحضارات السابقة حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية .
أما الطفلة المغربية فقد كان لها جانب آخر للاحتفال بها في هذا الشهر فهو بعتير تاريخيا بالنسبة لها و لوالديها . بحيث تحرص الأسرة المغربية على أن يكون أول ما تتذوقه الفتاة في هذا اليوم سبع تمرات وكوبا من الحليب ، أما بعض الأسر المغربية الأخرى فإنها تحرص على أن تتناول الفتاة بيضة مسلوقة في سطح البيت على أن تكون عيناها معصوبتين إلى السماء .
بعد تناول الفتاة الإفطار تدخل رفقة أسرتها وصديقاتها لحظات احتفالية تبدأ " بالتنكاف" أي التزيين . وهي من الطقوس الأساسية التي تخص الينت التي تصوم أول مرة . وذلك بتزيينها بالشكل الذي تتزين به العروس ليلة زفافها .
كل هذه العادات و التقاليد بدأت تعرف عزوفا كبيرا من قيل الأسر المغربية و أصبح يشدنا إليها حنين وشوق كبير . لاسيما أن عاداتنا و تقاليدنا تعتبر الأجمل كيفما كان نوعها .

Aucun commentaire: