mercredi 28 mars 2007

قاموس درج بدون معلم


"وفين أمعيزو" أول ما تردد على مسمعي صباح اليوم وأنا متوجهة لأستقل الحافلة، فالألفاظ الشبابية تعتبر إحدى الظواهر الجديدة التي ظهرت على المجتمع والتي تعتبر وسيلة تفاهم واتصال بين الشباب على جميع الأصعدة وقد ساعد على انتقالها وانتشارها بين الشباب التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية من صداقة وزمالة وغيرها. مما جعل كل شباب على دراية بها مع ترديدها واستعمالها وبالتالي يستقبلها أغلبية أفراد المجتمع ويتأثرون بها، والشباب هم أكثر فئات المجتمع استجابة لكل جديد وغريب بحكم طبيعتهم وتكوينهم، فإن تأثرهم بكل جديد وتداوله وترديده واستعماله سيكون أكثر من غيرهم من فئات المجتمع. وكما نعرف أن اللغة " قدرة ذهنية مكتسبة يمثلها نسق يتكون من رموز اعتباطية منطوقة يتواصل بها أفراد مجتمع ما ". وهذا التعريف في واقعه يقرر مجموعة من الحقائق التي تنطوي عليها طبيعة اللغة في حقيقتها وكيانها الداخلي الدقيق، وهذه الحقائق هي: أن اللغة قدرة ذهنية تتكون من مجموع المعارف اللغوية، وأن هذه القدرة تكتسب، ولا يولد الإنسان بها وإنما يولد ولديه الاستعداد الفطري لاكتسابها، و أن هذه القدرة المكتسبة في طبيعتها تتمثل في نسق متفق أو متعارف عليه بين أفراد ما يطلق عليه الجماعة اللغوية ، الجماعة الناطقة بلغة ما .

إذن، فما إن نجمع هذه الكلمات ونلملمها ونجمع شملها فسنحصل على قاموس آخر يدعى"قاموس درج بدون معلم".فهذه الأشياء هي التي نستطيع أن نفلح ونكتشف فيها، بخلاف الأروبيون يكتشفون المحمول والكمبيوتر واختراعات أخرى متعددة، فيسمونها بأسماء متناولة ووضعوا لها قواميس خاصة بها على الصعيد الدولي والعالمي.

أما نحن فمازلنا مع اختراع "الشيشة" و"الدكة" و"اللصيقة"، كلمات مخترعة في نظرهم بطريقة بارعة جدا جدا. فإذا رأينا جماعة من الشبان مجتمعين فلابد لك من أن تسمع من عندهم إلا كلمات"قاموس درج بدون معلم" الذي يشتمل ويجمع ويحتوي على أنواع مختلفة من الكلمات ك: " هاد البياسة مريطة " أي لا يوجد لها مثيل، و" ريطتك أصاحبي" بمعنى صيدتك، أما الصديق فقد أصبحت له مفردات ومرادفات متعددة من " جم، ساط، والعشير..." والله ينجيك من كلمة "هرب" التي صارت من" فرتح، وعلق إلى نطع...إلخ. حتى وسائل النقل المسكينة لم تسلم من هذا القاموس العجيب الذي أصبح دائما محمولا في الجيب، ك: "كاوكاوة، فريمجة، حولية وشينوية وعوينات...إلخ ".

وإذا أردنا معرفة أسباب انتشار هذه الألفاظ المستحدثة، فإننا سنرجعها إلى أن هذه الكلمات لها القابلية للذيوع والانتشار بين الشباب، سرعة القابلية للتلاشي والذوبان، تعبر عن ضعف المخزون اللغوي السليم لدى الشباب، تنم عن سطحية التفكير، تعبر عن اللامبالاة، تتسم هذه الألفاظ والكلمات والتعابير بأنها شفافية ، وأنها شخصية أو ليست رسمية، وتتسم بأن لها هدفاً إبلاغياً خاصاً يتمثل غالباً في سرعة التعليق على موقف أو الرغبة في إظهار استجابة سريعة للموقف وبذلك يمكن ربطها بمواقف شبابية اجتماعية معينة ويمكن دراستها على عكس الأساليب واللغة الأدبية أو العلمية مثلاً التي لا يمكن ربطها بمواقف اجتماعية محدده بشكل يحتم دراستها على أسس مختلفة تماماً .

لدى عزيزي القارئ مادمت في المغرب فلا تستغرب، وإضافة إلى هذا كله من أراد تعلم هذه اللغة المحدثة أو الحصول على المزيد من المعلومات، فبإمكانكم الإطلاع على"قاموس درج بدون معلم" في جميع الأحياء والمدن المغربية، برغم من أننا لا نخترع الأشياء ذات الأهمية الكبرى، و"حنا المغاربة كنمشيو الغابة ونجيبو مثلنا من العواد" وأنا موضوعي مشا من الواد الواد وبقيت أنا مع الناس الجواد.

الشعوذة


" طالبين التسليم سي لفقيه " قولة تآثرتها نساء كثيرات يؤمن بالشعوذة , بالرغم من أن المجتمع المغربي عرف قفزة نوعية تشمل مجالات عدة منها الإقتصادية و السياسية والإجتماعية . لكن هذه التحولات لم تطل الجانب العكري و الثقافي للمغاربة , إذ مازالت تسبطر على عقولهم فلسفة الخرافة و الشعوذة .

إن هذا يرجع بالأساس إلى الفقر حيث يلجأ بعض الفقراء إلى الفقهاء من أجل صنع " قبول " يفتح أمامهم أبواب العثور على عمل معين , و بالإضافة إلى الفقر هناك عدم النضج و الهروب من المسؤوليات حيث يلعب بعض الأشخاص دور الضحايا و إسناد أسباب الفشل إلى قوى أخرى خفية . و لا ننسى انعدام الثقة في الله القادر على كل شيء . فعلى الرغم من كون مجتمعنا مجتمعا إسلاميا , إلا أنه يعرف وجود ممارسات بعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي خاصة منها زيارة السادات و طلب قضاء حاجتهم منهم .

وتعتبر الفئة النسوية الأكثر تعاطيا لهذه الظاهرة كحجة أو ذريعة للإبقاء على الزوج وجمع الشمل أو للمحافظة على مكانتهم سواء سياسية أوقتصادية أو اجتماعية , وهناك الخوف على زوجها من امرأة أخرى أو البحث عن علاج للعقم أو مرض مستعص أو لإيقاع رجل في حبها .

ويغني هذا المجال وفرة محلات ودكاكين للعطارين و العشابين الذين يتفننون ويبدعون في إعداد وصفات سحرية فعالة حسب الطلب .

و لا يمكن القول بأن هذه الممارسات ترتبط أساسا بالمستوى الثقافي و الاجتماعي أو حتى المادي , بل يتعلق الأمر بقلة الوعي الذي تحجبه الثقة العمياء في السحرة و المشعوذين الذين باتوا يعتبرون أنفسهم علاموا الغيب , و أنهم قادرون على كل شيء بتحديهم لقدرة الله عز وجل , والذين أصبحوا يرون فيها تجارة مربحة . بالإضافة إلى كونهم فقهاء احترفوا مهنة التطبيب النفسي كعلاج الصرع بالضرب العنيف و الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى موت المصر وع . ومما زاد الطين بلة اقتحام مجموعة من اللصوص و الانتهازيين المستغلين صفة الفقهاء من أجل السخرية والنصب على الفئات غير الواعية .

ومن الملاحظ أن هذه الممارسات بدأت تسير في طريق المساواة مع الرجل والشبان والشابات و الذين أصبحوا بدورهم يقبلون بكثرة على الدجل .

وقد أبانت دراسات للدكتورة سامية الساعاتي , أستاذة علم اجتماع لها بحث مستفيض تحت عنوان " السحر و الشعوذة " , قامت فيه بدراسة السحر , دراسة نظرية و ميدانية . وهي ترى أن السحر يعتمد على عبارات وصيغ تكون غير مفهومة حتى بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمونها , و ان جميع الاديان نهت عن السحر و السحرة باعتبارهما خطرا على الناس .

ويعتقد أكثرية الناس بذكر السحر في القرآن وفي جميع الأديان , ولكنهم ينسون النهي عنه في كل الأديان و علينا أن نتوكل على الله , وهو القائل سبحانه وتعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب , ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا " سورة الطلاق ( الآية : 32 ) .

ومن جانب آخر , لا نستطيع أن نعزل الشوافة عن منظومة ثقافية متكاملة يدخل في إطارها العطار , و الزبون و الفقيه و غيرهم . مما يجعلها اجتماعيا في مستوى طبيب نفسي شعبي بأقل تكلفة . و بتمحور اختصاصها بالأساس فس حل النزاعات القائمة بين الزوج و الزوجة أو التفريق بينهما .

فبالرغم من أن العديد من الناس يرون في الخرافات و الشعوذة حلا لمشاكلهم اليومية , لكنها قد تنعكس إلى كابوس مرعب يصعب التخلص منه,

كالتغيير في المزاج العام للإنسان بحيث تتحول محبته إلى كراهية , و تفاؤله إلى تشاؤم , كما يفقد اتزانه العقلي و السيطرة على ميوله و عواطفه . وتبدو له حياته فلسفة جديدة غريبة و غير مفهومة لا علاقة لها بالواقع الذي يعيش فيه , و أحيانا يبدو عدوانيا وتبدو تصرفاته غريبة الأطوار , مما ينتج عنه إهماله لعمله و لبيته و نفسه ليصبح ضالا في متاهة لا مخرج منها .

لكن ترى كيف سيكون حال مجتمع , يتق في السحر والسحرة , يستدلهم على مشكلة , ة يستشيرهم في رسم طريق مستقبله . و المؤكد أن الساحر لا يفلح من حيث أتى , لكن كيف يفلح مجتمع إذا رهن مصيره بيد ساحر و دجال او مشعوذ .

mercredi 21 mars 2007

العادات الرمضانية


تعتبر العادات و التقاليد عموما جزءا لا يتجزأ من القوانين العرفية التي يتعارف عليها المجتمع بحكم مسيرته التاريخية . فأنشأت هذه التقاليد إلى أن أصبحت أعرافا لا يمكن الإستغناء عنها و أصبح الإهتمام بها سواءا من الجانب الديني أو التصوفي موحدا كالحرص على صلاة التراويح و زيارة الأهل والأقارب . هذا ما بفرصه الجانب الديني . أما العادات التي تعود عليها المغاربة ، فهي تبدأ عند ظهور ملامح استقبال شهر رمضان . بإغلاق جميع محلات الخمور قيل حلوله بأسبوع ويتلو ذلك ارتداء الملابس التقليدية لمزيد من الحشمة و الوقار . فنأتي إلى المائدة الرمضانية المعروفة بالطيق الرئيسي " الحريرة" و يتخلل المائدة أيضا البيض المسلوق و " سلو " و" الشباكية " و عند الانتهاء يبدأ الناس بالذهاب كل إلى مقصده .
لكن ما هو ملاحظ في الآونة الأخيرة أو في السنوات العشر الأخيرة أن أغلب المغاربة استغنوا عن بعض هذه العادات و حافظوا على أخرى . وذلك حسب ظروف كل فرد . ومن بين هذه العادات التي أصبحت في حيز الاندثار ، ويارة الوالدين و الجلوس معهم خاصة في ليلة السابع و العشرين من رمضان ، وهذه العادة يفرضها الجانب الديني و الأخلاقي . و العادة الأساسية التي لا يمكن القول بأنها في حيز الإندثار ، بل إنها مهدثرة منذ سنين خلت ، وهي "النفار" الذي يقوم بجولة خلال النهار يطرق خلالها أبواب البيوت لجمع ما يجود به الناس عليه من شاي أو سكر وما يتيسر من نقود ، صاحبا ذلك عزفه على البوق .ويبشر كذلك برؤية هلال العيد ويقوم بجولة أخيرة صباح العيد لجمع " الفطرة" أي زكاة الفطر . لكن ليس وحده من استغني عن دوره ، فقد استغني عن دور المدفع المتمثل في الإعلان عن اقتراب آذان المغري و غيره .
ومن العادات التي اشيهر بها المغاربة في شهر رمضان الأيرك عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان ، و لاسيما في السابع و العشرين منه ، ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية التي تتجسد فيهل معالم الحضارات السابقة حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية .
أما الطفلة المغربية فقد كان لها جانب آخر للاحتفال بها في هذا الشهر فهو بعتير تاريخيا بالنسبة لها و لوالديها . بحيث تحرص الأسرة المغربية على أن يكون أول ما تتذوقه الفتاة في هذا اليوم سبع تمرات وكوبا من الحليب ، أما بعض الأسر المغربية الأخرى فإنها تحرص على أن تتناول الفتاة بيضة مسلوقة في سطح البيت على أن تكون عيناها معصوبتين إلى السماء .
بعد تناول الفتاة الإفطار تدخل رفقة أسرتها وصديقاتها لحظات احتفالية تبدأ " بالتنكاف" أي التزيين . وهي من الطقوس الأساسية التي تخص الينت التي تصوم أول مرة . وذلك بتزيينها بالشكل الذي تتزين به العروس ليلة زفافها .
كل هذه العادات و التقاليد بدأت تعرف عزوفا كبيرا من قيل الأسر المغربية و أصبح يشدنا إليها حنين وشوق كبير . لاسيما أن عاداتنا و تقاليدنا تعتبر الأجمل كيفما كان نوعها .

love in the hill


after the storme come the sun.ahlan bikom 3inda iman