mercredi 23 mai 2007

الإنجاب مؤجل إلى إشعار آخر


الزواج شراكة بين المرأة والرجل اللذان يعيشان تحت سقف واحد، بعد ذلك يمكن أن يضاف إليهما أعضاء آخرين جدد يضفون على هذه الشراكة دفئا وحميمية، ويمنحونها في الغالب سببا للاستمرار. هؤلاء الأعضاء الجدد هم الأطفال الذين يملؤون حياة الآباء ويشبعون غريزة الأمومة ويؤججون عاطفة الأبوة في أكثر صورها التزاما ومسؤولية.

غير أن بعض الأزواج يميلون إلى تأجيل الإنجاب مؤقتا، ويكمن وراء هذه الرغبة دوافع عديدة كطموح الزوجة العلمي أو العملي الذي "يسرق" منها أمومتها أو نظرا لضيقة مالية التي تجعل الزوجين يعلقان "أمومتهما" و"أبوتهما" إلى أجل مسمى وأحيانا إلى أجل غير مسمى.

خديجة، ربة بيت، زوجة شابة في 24 من العمر محبة لزوجها وأهل زوجها الذين تعيش معهم في بيت واحد بسبب الظروف المادية الصعبة التي تحتم سبب حجم المسؤولية الملقاة على عاتق زوجها اتجاه أهله لذلك قررت تأجيل الإنجاب كي تساهم في توفير تكاليف المعيشة.

قد يكون تأجيل الإنجاب قرارا حكيما، مبنيا على دراسة واعية بالظروف المحيطة بالزوجين، وقد يكون قرارا طائشا ينطوي على شيء من الأنانية أو سوء التقدير غير أن الخوف كل الخوف أن يقود التأجيل في نهاية المطاف إلى تأجيل وتأجيل ومزيد من التأجيل ليتحول الإنجاب من حلم مؤجل إلى حلم مستحيل .

أما فاطمة موظفة والتي تزوجت أزيد من عام تقول بأن الظروف المادية لم تكن في يوم من الأيام سببا لتأجيل الأمومة بالنسبة إليها، فالأرزاق بيد الله لكن عملي الذي لا أستطيع التخلي عنه والذي يمنحني شعورا بالرضا والاكتفاء الذاتي هو السبب الذي جعلني أؤجل الإنجاب في الوقت الراهن لأنني إن أنجبت لن أجد الوقت الكافي لرعاية طفلي.

ما نراه منطقيا اليوم، قد لا يكون كذلك غدا. وما نعتقد أنه الأفضل حاليا قد يبرهن عكس ذلك تماما لاحقا. هؤلاء اتخذوا أمس قرارا يعدم الإنجاب بغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء ذلك.

واليوم يعترفون بأنهم ارتكبوا خطأ فادحا حين فكروا بتأخير الإنجاب، وهم نادمون ندما شديدا على ذلك، والدكتورة نجوى أحد الأمثلة الصارخة على هؤلاء النادمين. فقد قامت بتأجيل الإنجاب أكثر من سنوات لتتم دراسة الطب وهي اليوم نادمة على السنين التي أضاعتها بعيدا عن حس الأمومة وهي لحد الآن لم ترزق بطفل بالرغم من عدم وجود ما يمنع ذلك.

فمنع الإنجاب يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية تمس الجانب الصحي والنفسي والاجتماعي لكلا الزوجين.

لكن في الأخير يمكن أن نلفت انتباهكم إلى أن قرار تأجيل الإنجاب يكاد يكون محصورا بين الزوجات المتعلمات ولا يجد طريقه إلى غير المتعلمات اللواتي يعتقدن أن كثرة الإنجاب تربط الرجال.

Aucun commentaire: