
رأيتها هي وحبيب قلبها في وفاق ووئام، فتمنيت أن أجد لي فارس الأحلام، وأن يكون شجاعا ومقدام، لكي يكون لي عونا في كل الأيام، فسرحت بخيالي باحثة عنه في مخيلتي وفي جميع الأرجاء مسترشدة بنبراس الأمل، ومتمسكة به بدون يأس أو سأم . فأنا حواء لابد لها من العثور على آدم الحياة، سأجده في جميع الأحوال لأن قلبي يخفق عند الاقتراب.
أريده أن يحبني دون سواي . وأن أكون معه في السراء وفي الضراء. أريد أن يكون قلبي ملكه، فهو سيكون صديقي في الحياة. أعتقد أنني دنوت من إيجاده وهو في انتظار، ينتظر أن أعلم أنه يهواني، ولا يريد العيش بدوني. فبدوني سيتجرع السنون متشردا بدون مستقبل وبدون أمل، فأنا الآن أراه مستعدا للمحاربة من أجل قربه مني. هذا هو فارسي أنا، الفارس الذي يسعى وراء أميرة قلبه المسحورة، داخل مغارة مهجورة، يحرسها حارس ضرغام، لا يهاب ولا ينام خوفا من وصول أمير الأحلام، الذي سيحارب بكل إقدام حتى ولو تعرض للآلام في سبيل أميرة الأحلام.
هكذا تحلم كل فتاة أن تحظى بفرصة العيش ولو في الخيال لأنه يمكن أن يكون هذا كله من المحال، تجنبا لتحطم قلبها في يوم من الأيام، وتضيع في بحر من الأوهام دون أن تجد من يقودها إلى الواقع المرير الذي يتعرض له كل محب أسير، جراء الانكسار والتجريح.
لكن في جميع الأحوال ستغوص في بحر من الأمل القريب في إيجاد الحبيب حتى ولو كان بعيد. فيأتي سؤالي الحائر من أمره، " هل سأجد فارس الأحلام؟ هل سيكون البحث عنه سهلا أم صعب المنال؟ وهل سيكون قلبي جاهزا لامتلاكه من قبل حبيب يستطيع امتلاكه وأن يحن عليه؟" هذا هو سؤالي أو يمكن القول مجموعة أسئلة تبحث لنفسها عن قلوب مفتوحة لتجيب عنها، أو ربما تبقى في مواجهة القدر ليوصلها إلى الواقع المنتظر. أعرف أنني طماعة وناقمة لكن مسيرة البحث عن الحبيب لازالت قائمة.