mardi 15 avril 2008

أي استثمار للأنترنيت؟


يعيش العالم في السنوات الأخيرة ثورة علمية كبيرة خاصة أمام تطور وسائل الاتصال الحديثة ونخص بالذكر الانترنيت إذ ساهم هذا الأخير بتطوير الفكر وأساليب العيش ورفاهية الإنسان، لكنها لم تخل من الآثار السلبية على عقلية الإنسان وسلوكه. فأصبح العالم الرقمي الجديد أكثر إغراءا بالنسبة للشباب الذي لم يعد بإمكانه الإفلات من براثين الشبكة العنكبوتية.

ولج المغرب عالم الانترنيت رسميا سنة 1995، ويأمل أ تكون كافة المدارس مع دخول عام 2008 قد اتصلت بالشبكة العنكبوتية، مما سيشكل ثورة معلوماتية كبيرة وحقيقية في هذا البلد. ويعزى السبب الرئيس في هذا الانتشار إلى تحرير قطاع الاتصالات ودخول الخوصصة إليه.بما فيها خوصصة الأجانب . ومكنت هذه الخوصصة من انخفاض تكاليف الانترنيت بشكل كبير، إذ يمكن لكافة الشرائح والطبقات المجتمعية الحصول على هذه الوسيلة من التواصل وبأبسط التكاليف، كما مكنت مقاهي الانترنيت بتخفيض الأثمنة العمة لأسعار زهيدة. فقد وصل ثمن سفر في الشبكة العنكبوتية إلى ثلاثة دراهم لساعة واحدة في بعض الأحيان وثمانية دراهم في أحيان أخرى.مقارنة مع السنة الأولى التي عرف فيها المغرب الانترنيت حيث كانت تصل التكلفة إلى 50 درهما.و خلال هذه السنة قامت اتصالات المغرب بفتح اشتراك محدد بحوالي 150 درهما لشهر الواحد، مع إمكانية ولوجها 24 ساعة على 24 ساعة دون انقطاع. وستشهد فاتورة الانترنيت انخفاضا متزايدا بسبب دخول شركات أخرى حلبة المنافسة مما سيؤثر سلبا على مقاهي الانترنيت، وسينتشر في كافة المدن والقرى والبوادي بسبب توسع شبكة الكهرباء مما جعل العالم أصبح قرية صغيرة لا تخفى فيه الخافية.

إن انتشار هذه التكنولوجيا الرقمية بشكل أوسع وكبير أصبح من المستحيل السيطرة على مآلاتها وآثارها المستقبلية، خاصة على الشباب الفئة الأكثر ولوجا للفضاء الرقمي، والذين يمثلون حوالي 70 في المائة من السكان، وجزءا من الفئة النشيطة في المغرب، أمام هذه التطورات والتحولات في أغلب الميادين وجدوا أنفسهم أمام تحد كبير لاستيعاب هذه التكنولوجيا الحديثة وتطويعها للاستفادة منها. فأصبحت خدمات الانترنيت متاحة من أجل البحث عن العمل والتعرف على معلومات وخبرات متعددة، وأصبحت مجالا أوسع للمساهمة في المجال لعلمي وسهولة التواصل.

فإذا كان جزء من هؤلاء الشباب قد استثمر إيجابيا الولوج إلى الفضاء الرقمي، فقد أصبح يلعب دورا خطيرا في التأثير على تفكيرهم وعقلياتهم، بل وحتى على سلوكياتهم. إذ أصبحت تشهد خاصة في مقاهي الانترنيت إدمان كبير عليه من قبل فئة من الشباب الذين يقضون معظم أوقاتهم أمام هذا العقل المدبر من أجل نسيان واقعه المرير، وذلك من خلال انتشار مواقع الدردشة "الشات" وهو يسهل التواصل بين الجنسين مما سهل انتشار ما يمكن أن نسميه ب "الجنس الرقمي" ولا ننسى وقوع الشباب من الجنسين في براثين الدعارة المحلية والعالمية، مما يهدد المقومات التربوية والأخلاقية.

بالرغم من أن السياسات التوجيهية ستدخل غمار التدخل في الحرية الشخصية للأفراد، إلا أنه بات من الضروري أن يصاحب هذا التطور والانفتاح المعلوماتي سياسة تربوية وتوعوية لمخاطر الولوج الرقمي وتوجيه الشباب نحو الاستثمار الايجابي لوسائل الاتصال الجديدة.

Aucun commentaire: