mardi 15 avril 2008

الخيرية


بناية كبيرة ذات مرافق متعددة، بياضها دليل على نوعية قاطنيها، بالرغم من أنها تحمل في داخلها آلاما وأحزانا عديدة يمكن أن تنتهي ويمكن ألا تنتهي. إنه "ملجأ الأطفال اليتامى" أو الخيرية التي تضم أعداد كثيرة من الأطفال وبأعمار متفاوتة وأيضا بقصص مختلفة
وجدت في ملاءة بيضاء لا اسم لي ولا نسب فأنا بلا عائلة رغم احساسي الكبير بانتسابي إلى عائلة هذا الملجأ، فأنا ألقى فيه عناية كبيرة مثل باقي الأطفال" تقول سكينة 15 سنة. براءة ونضج وطفولة اجتمعوا في هذه الطفلة المحرومة من نعمة الأبوة. فبالرغم من صغر سنها فإنك تلمس في كلماتها نضجا كبيرا عكس ما يوحي لك به سنها وهذا راجع إلى ما قاسته من قصتها أطفال تراهم تارة يبكون وتارة يضحكون يمرضون يتفقاسمون أحزانهم، يشكون على بعضهم البعض وهذا كله في غياب الآباء. "تركتني على أساس أنها ستعود وتأخذني هذا ماقالته لي وأنا أربع سنوات، لكن بعد مغادرتها لي هنا ما من أثر لها الآن في حياتي. لم تعد ولم أراها ولا أعلم مكانها" يقول محمد 14 سنة. كيف لهذه الطفولة والبراءة الملائكية أن تحرم من نعمة أن يكون لها آباء يقاسمونهم الأفراح والأقراح، وأن يترعرعوا في كنفهم. هذا واقع مأسوي يتخبط فيه هؤلاء اليتامى داخل هذه البناية المغطاة بقصص محزنة عديدة جعلتها تصبح محجوبة عن الناظرين. "إنهم يعانون من يتمهم أشد معاناة إذ أنني أستقبل 10 أطفال يوميا طيلة الأسبوع للقيام بجلسات نفسية بسبب ما يسمونه عقدة اليتيم. السيدة فاطمة أخصائية نفسانية بهذا الملجأ. هذا ما لحظته بدوري أطفال منزوون في جوانب مختلفة منه والدموع ترسم أخاديدا على خدودهم الناعمة. أكمات تجوالي في هذا الملجأ الحزين فالتقيت بالأخصائية والمساعدة الاجتماعية به السيدة خديجة تقول: "إننا نقوم بحملات تفتيسية عن أسر هؤلاء الأطفال ومحاولة إلاجاعهم إلى ذويهم. هناك من تمكنا من العثور لهم على عائلاتهم وهناك من يزال يعيش على أمل لقياهم في أمد قريب يقول خالد 13 سنة أحد الأطفال الذين تمكن الملجأ من العثور لهم على ذويهم: "إنني أحس بسعادة كبيرة لحصولي على عائلتي بالرغم من أنها تتكون من أمي فقط، لكن مازلت أعاتبها على تركها لي في ذلك الملجأ. قصص مختلفة وأشخاص مختلفين وأعنار متفاوتة يسردون ويحكون وقائعهم المعيشية. يشعلون شمعة الأمل حتى ولو كانت بصغيرة لإيجاد أسرهم وتلاشي ظاهرة التخلي عن الأطفال وإزاحة جميع العراقيل أمام تنشئتهم وإدماجهم في مجتمعنا المغربي

Aucun commentaire: