mercredi 4 avril 2007

شمكارة 04


قهره الظمأ وأرهقه كثرة التجول والبحث عن ما قد ما يمكن كتابته في مقال يصلح للنشر لقد بحث وبحث ولم يجد شيئا، بالرغم من أنه يمكنك أن تتصادف مع مواضيع شيقة يمكن للقارئ تتبع أحداثها. لم يستطع إكمال مسيريه من كثرة التعب فالتجأ إلى إحدى الجدران ليتكأ عليها، عله يأخذ قسطا من الراحة.
فجأة سمع صوتا شبابيا يناديه ويقول له:" عطيني درهم أخويا" فاستدار إليه
ليستطلع الأمر فوجده شابا في العشرين من عمره، بملابس رثة وبالية ويحمل في يديه بلاستيكة بيضاء ينفخ فيها. أخذه الفضول إلى سؤاله عن مبتغاه من تلك الدرهم، فأجابه بطريقة لا تمس للباقة بصلة:" صوفي خوك وعطيني ديك الدرهم راني مقطوع ولا ما يعجبك حال" فلم يعرف ما سيفعل هل يعطيه الدرهم ويساهم في انحرافه أم يرفض بطرقة ما تمكنه من الانسلال من براثينه وهذا ما فعله، لكنه رأى بأن الموضوع مثير للاهتمام يمكن التطرق إليه وكتابته لنشره عله أن يكون موضوعا مثيرا يطلع عليه الناس بكافة فئاته ليتعرفوا على ما يفعله الانحراف وأيضا ليكون عظة مباشرة لهم.
سأل عن المناطق التي يتواجد بها هؤلاء الأشخاص بكثرة ، فأرشدوه إلى منطقة حي مولاي رشيد وحي الفلاح والمناطق المجاورة لها، أو ما يطلق عليها بمنطقة 04. تراءت له جماعة من الشبان ينزوون في زاوية من حيهم، توجه إليهم لسؤالهم عن أسباب مآلهم إلى ما هم عليه. فدهش من الإجابة الممزوجة برائحة السيلسيون الكريهة والتي تقلب لك موازين تفكيرك. " شوف أساط حنا ما عيشينش في هاد البلاد وماعدنا علاقة بالغادي والجاي وإلى كنتي باغي تعرف السباب اللي خلانة هاكة غادي يضرك راسك حسن بلاش" . أصر على الإجابة، فقالوا:" راه كاين اللي قهروا الجوع والحبة الي ماكينة، وكاين اللي غير صاحبو بقى عليه حتى بلاه، وكاين وكاين..." أقوال لمس فيها آلاما وضيق خاطر مما هم فيه. إنها أحزان فوق أحزان، وأقراح بدل الأفراح، تراكمت وتراكمت فلم يجدوا لها حلا سوى أن يداوونها بالنسيان بواسطة السيلسيون مادة يمكن أن تؤدي بمستهلكها إلى الهلاك.
أما جماعةأخرى كانت تتوسطها فتيات من أعمار مختلفة وكانوا يرقصون ويغنون بطريقة مثيرة للضحك والشفقة في آن واحد. "شوف حنا ضاربين الدنيا بطالون ومعدنا ما نديروا ، اللهم هاكة ولا الهم والويل، وباش تصيبها عطي لخوتك شي صرف باش نقضيو غراض ولا مايعجبك حال".
فتساءل في خاطره، يغنون يرقصون ويتممونها بالسيليسيون، فهل ستكون لهم نهاية ينتهون إليها؟ وهل ستبقى مشاكلهم تقودهم إلى الهلاك؟ أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهنه آنداك يبحث لها عن إجابات، لكنه تركها وراءه ليفكر في الخطر المحذق به آنذاك، فقام بحمل حقيبته المرافقة لكي يبتعد عن هؤلاء الرفقاء ليقي نفسه من شر البلاء والشقاء.

Aucun commentaire: