vendredi 13 avril 2007

التفجيرات الإرهابية تنخر جسد المغرب


العاشرة ونصف ليلا والجميع في بيوتهم يرتعشون ويرتجفون ليس من برد الأمطار المتهاطلة في هذه الليلة الممطرة، وإنما خوفا وتفكيرا من الأيام المقبلة التي لا يعرف أحدا ما يمكن أن يحصل فيها.

لطالما افتخر المغرب بأنه دائما أرض الاستقرار والتعايش ويعتبر نفسه بعيدا عن ظواهر العنف الداخلي إلى أن كشفت تفجيرات 16 مايو 2003 بمدينة الدار البيضاء والتي جاءت ساعات فقط بعد حفل العقيقة التي أقامها العاهل المغربي الملك محمد السادس لمولوده الجديد ولي العهد الأمير الحسن، وذلك في 15 مايو 2003. وفي غمرة الاحتفالات الرسمية والشعبية التي دامت أسبوعا كاملا. جاءت التفجيرات مستهدفة ناد يهودي ودار اسبانيا وفندق" فرح" والمقبرة الاسرئيلية في مدينة الدار البيضاء فأردت بكل من كان يتواجد بها قتيلا.

هذا كله في ما يخص افتتاحية التفجيرات في الدار البيضاء. لكن هذا لم يقف عند حده بالرغم من التشديد الأمني الذي تم فرضه بشكل قوي ملفت للنظر، لأنه بعد 16 ماي 2003 ستأتي تفجيرات 11 من مارس 2007 التي تم القيام بها في ناد للانترنيت، هذا الحادث تم الكشف من خلاله على أن الخلية الضخمة تضع مخططات لتنفيذها من أجل هز كيان هذه المدينة المنتعشة اقتصاديا خاصة بموازاة مع الجانب السياحي النشيط طوال السنة.

هذا الحادث كان الشعلة الصغيرة التي أوقضت بعد انطفاء الشعلة الكبيرة التي اشتعلت في 16 من ماي 2003 وسيتم تطعيمها من قبل أحداث العاشر من أبريل 2007 لتزيد اتقادا، إذ مر يوم حافل على سكان درب أبي شعيب الدكالي المتواجد بحي الفرح أحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء. فلا يمكننا القول بأنه حافل لهذا الحي ولمدينة الدار البيضاء أو للمغرب فقط وإنما هو حافل للمجتمع العربي بصفة خاصة والعالم بأسره بصفة عامة. فلقد دوى على مشارف الفجر من يوم الثلاثاء تفجير هز الحي الذي كان ينعم بهدوء تام آنذاك.

إنهم انتحاريون لا صلة قرابة بينهم وبين الدين الاسلامي فقط سوى اسم يحملونه للتشهير به وإفساد صورته في العالم بأكمله، فديننا الحنيف لا يأمرنا بقتل الأرواح بغير ذنب.

لكن الدور البارز والفعال في القضية هي قوات الأمن التي تجدها دائما في حالة تأهب قصوى لكل جديد يحصل على أرضنا الكريمة، لقد قامت سلطاتنا بمحاصرة الأمر وتطويق المنطقة من أجل الحفاظ على استقرار الأمن وكذلك من أجل درء المساوئ على حياة المواطنين الأبرياء.

بالرغم من ذلك هز تفجير آخر المنطقة نفسها على الساعة الثالثة 25 دقيقة بعد الزوال في المكا ن نفسه والمنطقة نفسها وهذا من قبل انتحاري آخر الذي أخد معه حياة رجل شرطة قام بأداء واجبه على أكمل وجه تاركا من ورائه زوجة ترملت. فحسم الأمر من قبل التفجير الثالث الذي ذوى على الساعة السابعة مساء.

فإذا لا حظنا فإن جميع هذه الاستهدافات لا يمكن أن ننسبها لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي أو لأي جهة أخرى لأن هذه التفجيرات الانتحارية لم تستهدف أماكن التجمعات البشرية الضخمة من أجل تدمير الصهيونية ومعاقبة الولايات المتحدة الأمريكية لولائها لها، بل كانوا يفجرون أنفسهم بدون أي هدف. لذا يمكن لنا القول بأن هذه التفجيرات الانتحارية لم تأتي عن أي تنظيم قاعدي أو أي شيء من هذا القبيل بل إنها جاءت مفاجئة من أحزمة الفقر التي أهملتها السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

لن تبقى تفجيرات الدار البيضاء محطة عابرة في المغرب، بل ينظر إليها على أنها بداية الرجوع إلى سنوات العهد السابق عندما كانت المعاملات الأمنية هي الشيء الرئيسي في التعامل مع الوضع السياسي الداخلي للبلاد. لذا سينشأ قانون جديد يحمل في طياته عنوانا على التشدد الأمني الذي سيجرف في طريقه كل ما يمكنه أن يخل بالنظام المغربي


Aucun commentaire: